الأربعاء، 16 نوفمبر 2016

مقابلة هامة جداً لوزير العدل القطرى الأسبق الدكتور نجيب النعيمي



مقابلة هامة جداً لوزير العدل القطرى الأسبق الدكتور نجيب النعيمي مع صحيفة «الوطن» المصرية 

وزير العدل القطرى الأسبق: «الإخوان» تهيمن تماماً على إعلامنا و«الجزيرة» تفبرك وتكذب وتتجاهل مطالب الإصلاح الداخلى 

الأربعاء 16-11-2016 AM 10:04
من النسخة الورقية العدد : 1662 

كتب: محمد حسن عامر
رغم كل المتغيرات التى تحدث فى المنطقة ودخول قطر فى أزمات عدة مع دول عربية كبيرة، لا تزال «الدوحة» تتمسك بعلاقتها مع جماعة الإخوان التى يتوفر لها منابر إعلامية ومالية كبيرة فى قطر. «الوطن» تحدثت مع وزير العدل القطرى الأسبق والمحامى الكبير الدكتور نجيب النعيمى، الذى أكد لـ«الوطن» أن الجماعة تسيطر تماماً على الإعلام القطرى وقناة «الجزيرة»، وقال إن بلاده راهنت على استمرار جماعة الإخوان فى الحكم من أجل مصالح ومكاسب سياسية كبيرة، لكنه اعترف بخطأ تلك السياسة وقال حرفياً «لعبناها غلط، ما ظبطت معانا»، منتقداً قناة «الجزيرة» التى باتت بالنسبة له تفبرك وتكذب وتخالف المعايير الدولية وتسىء إلى مصداقية قطر فى تعاملها مع الدول الأخرى.

■ بالنسبة للعلاقات بين مصر وقطر، برأيك إلى متى ستظل القطيعة بين البلدين؟
- ما دامت جماعة الإخوان المسلمين موجودة فى كواليس السياسة القطرية فلن تقوم أى علاقة حسنة بين «القاهرة» و«الدوحة»، لأن الإخوان المسلمين مهيمنون هيمنة تامة على الإعلام القطرى، وأنا كتبت كثيراً أننا نحن كقطريين يأتى هؤلاء ويمشون والقطريون يتجرعون كلامهم هذا، الإعلام القطرى بهذا يعتقد أنه يخدم التوجه السياسى للدولة مع أنه فى الكواليس الأمر مختلف، ما دخلنا بهذا؟ هؤلاء يورطون قطر مثلاً مع مصر، وهى القائد للأمة العربية وركن من أركان النظام العربى، إذا خسرنا مصر إيران ستكون هى القوة الأولى، وهى الجيش العربى الوحيد المستمر على بنيانه الصحيح، وهو القادر الوحيد للتحرك العسكرى فى أى وقت لمواجهة أى عدوان أو غزو، بدليل أن «حرب الاستنزاف» التى تجرى فى اليمن ضد ميليشيات الحوثيين وغيرهم لن تنتهى بسهولة، لأنه لا توجد القوة العسكرية التى تواجه الحرس الثورى بأسلحته ومعداته وأجهزته وأقماره الصناعية التى تستطيع التجسس على أى شىء فى الخليج. 

■ هل تشعر أن جماعة الإخوان ابتلعت قطر؟
- لا تُبتلع قطر، قطر أكبر من هذه الحركات البسيطة، قطر أكبر منها بكثير، الشعب القطرى ليس كله يقف مع جماعة الإخوان، من يقف مع الجماعة هى مراكز الدعوة، والجمعيات الخيرية التى تسرق الشعب القطرى بوضح النهار، هؤلاء هم الذى يقفون ويدعمون جماعة الإخوان. فى كل مكان تجد أولئك الذين هربوا إلى قطر، وهؤلاء يدخلون أجهزة الإعلام، وبالذات قناة «الجزيرة» سيطروا عليها سيطرة كاملة، أنا كنت أتابع «الجزيرة» الآن أنا لا أتابعها حقيقة، لأنه يوجد كذب فى القناة فى قضية سوريا ومثلاً مع مصر، وقضايا أخرى وخرجوا عن المعايير التى نعرفها، أنا واحد من الناس الذين أسسوا لدعم «الجزيرة» فى بداية إنشائها، وكانت تمشى على المعايير الدولية ولا تلتفت إلى أى شىء آخر، رغم أنه فى بداية «الجزيرة» كان هناك هجوم شعبى عليها كبير ويقولون لماذا لا تأتى القناة بأخبار قطر، لماذا لا تتحدث عن أن فلان وصل إلى قطر وفلان خرج، وكانت القناة ترد «نحن مثل بى بى سى»، ولكن فى السنوات الخمس الأخيرة، بدأت أيادٍ تدخل وبدأت تسوس «الجزيرة» افعل كذا ولا تفعل كذا، التوجه كذا، اعتقدوا أن الشىء الذى يرضى أمير قطر هو أن يدنا فى يد كل من يحطم فى مصر، وطبعاً العالم كله غير قناة «الجزيرة» لا يشاهدونها، يشاهدون «بى بى سى» و«سكاى نيوز».

■ فى رأيك، ما سر العلاقة بين السلطات القطرية وجماعة الإخوان رغم أنها تفسد علاقة «الدوحة» بدول أخرى؟
- لا يوجد شىء اسمه سر، الدولة تعمل على المصالح لا تعمل على التعاطف السياسى أو تعمل بالمبدأ نفسه الذى هو فكر الإخوان، أبداً، ولا أحد فى الحكم فى قطر يؤمن بفكر الإخوان، وإنما هناك مصالح، ونحن لعبناها غلط، «ما ظبطت معنا» كما يقولون، الدولة اعتقدت أنها لما تلعب على هذا الوتر يمكنها تحقيق مكاسب سياسية كبيرة، مكاسب أنها تحتضن سياسياً دولة مثل مصر ومثل تونس وليبيا، هذه الدول وسوريا فى المستقبل، هذه هى الواجهات العسكرية التى ستحكم فى المستقبل، هذا هو الاعتقاد الخاطئ الذى كنا نعتقده فى السابق بأن هذه هى الواجهات، وطالما أن هذه هى الواجهات فنتصالح معهم، لكن للأسف صارت الانتكاسة بأن الشعب العربى ما قبل بهذا الفكر، ولا يقبل بهذه الجماعات السائدة فى مجال السياسة، يكفى ليبيا وما صار فيها، قُسمت إلى أقسام بسبب الفكر الذى يسمونه بـ«الوهابى» يذبحون فى بعض بسبب التطرف الفكرى والدينى، لو مصر استمر فيها الإخوان لخمس سنوات لحدث فيها مثل ما حدث فى ليبيا وأكثر، هذا الكلام ذكرته صراحة للقيادة عندنا فى قطر، قلت لمسئول كبير انتوا وضعتم زجاجكم كله فى سلة واحدة، وهذا يعنى أنه ينكسر كله.

■ تكلمت مع مسئول كبير فى قطر بخصوص المراهنة على جماعة الإخوان؟
- نعم مسئول كبير، رد علىَّ وقال لماذا؟ «مرسى» فرصته 5 سنوات، قلت له والله لو «مرسى» استمر لخمس سنوات لتجد مصر بها إمارة فى الصعيد وإمارة فى إسكندرية وإمارة فى غرب ما أدرى وين، ولوجدت مصر انهارت انهياراً عسكرياً وسياسياً واقتصادياً.

■ أهذا كان ردك على المسئول القطرى الكبير؟
- نعم، هذا كان ردى، قلت أنتم تضعون حساباتكم السياسية خطأ، كنت أنا وزيراً فى عهد الشيخ حمد كنا ندير الأمور بتوازن أكثر، ننظر إلى المصالح والفائدة وليس بلون واحد، قال لى سيكمل الخمس سنوات، قلت له كيف يكملون الخمس سنوات، هذا شخص ذهب إلى إيران وعمرنا نحن ما سمعنا عن شيعة فى مصر، وحتى ظهرت صور المسكينة التى يسحلونها فى الشارع، ويكسرون أبواب المسيحيين ويضربونهم، وقلت ما دامت هذه الشرارة ابتدت فى أول سنة حكم مرسى، وإطلاق سراح نحو 50 إرهابياً، فإن البلد ستخرب، الشعب نزل منه حوالى 20 مليوناً ضد «مرسى»، والله لو 10 ملايين نزلوا منه فى الشارع لانتهى الأمر.

■ وماذا كان رد المسئول هذا عليك؟
- قال لى لا هذه ديمقراطية وانتخابات، قلت له: الرئيس الفرنسى العظيم شارل ديجول الذى حرر فرنسا، فى 1968 خرجت مظاهرات الطلبة والشعب الفرنسى، نزل هو وقال لهم إذا أنتم ما تريدونى خلاص، وهذا رئيس منتخب شرعياً رئيساً للجمهورية، الشارع نزل ضده وهو رئيس منتخب وقال لهم أنا فهمتكم، وهى الكلمة التى قالها زين العابدين بن على، وكانت هناك تلك القطاعات التى تقول لـ«مرسى» فى مصر «مش عايزينك» وهو لا يتنازل، طالما الشارع يقول لك ذلك خلاص.

■ هل تعتقد أن السلطات القطرية يمكن أن يأتى وقت وتندم فيه على دعمها جماعة الإخوان بهذا الشكل؟
- فى السياسة لا يوجد شىء اسمه تندم، السياسة فى أى دولة فى العالم يوجد ما اسمه تغيير المسار أو تغيير الأسلوب، كنا فى الأول مع المعارضة السورية عسكرياً ومالياً، الآن رفعنا يدنا، الآن الحكومة القطرية ابتعدت، الدور الذى كانت تمارسه قطر فى سوريا أخذته السعودية.

■ كيف أخذت السعودية الدور من قطر فى سوريا؟
- السعودية كانت موجودة، لكنها أخذت الدور فى عملية تحريك الأشخاص الموجودين، وأول إعلان لها عينت واحداً من جماعة السعودية رئيساً للمعارضة السورية، قطر قالت أعطى لمن؟ ثم قطر لماذا تثق فى المعتدلين وغير المعتدلين؟ المسئولية بدأت أكبر، لا نحب أن نتورط فى هذا؟ فى عهد الأمير تميم قال نحن ما عندنا مشكلة ولكن هذا الأمر يتسلمه غيرنا وتسلمته السعودية والإمارات.

■ الإعلام القطرى فى اليوم التالى لفوز «ترامب» كان لديه ما يشبه الهجوم على الرئيس الجديد، فى رأيك ما الذى تخشاه السلطات القطرية من فوز «ترامب»؟
- لا تخشى شيئاً، فقط تعاطفاً مع الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون وزوجته المرشحة الديمقراطية هيلارى، وقطر قدمت دعماً مليون دولار لجمعية كلينتون الخيرية فى الفترة التى كانت تجرى فيها الانتخابات، وأقرت «كلينتون» بذلك، هذا طبيعى، بمعنى أنت تقوم بمسايسة أحد على اعتقاد أنه سيكون الرئيس المقبل، بمعنى أن حساباتهم انتهت إلى أنها خاطئة، بدليل أن الأمير تميم بن حمد اتصل شخصياً بالسيد دونالد ترامب فوراً وهنأه على الفوز بالانتخابات.

■ لماذا «الدوحة» كانت أكثر ميلاً لهيلارى كلينتون ودعمت جمعية «كلينتون» الخيرية بمليون دولار؟
- قطر دعمت جمعية كلينتون الخيرية بملايين الدولارات، وبيل كلينتون نفسه حضر إلى قطر وافتتح مشروعات دعمته، قطر كانت مع كلينتون فاميلى، مصالح.

■ نعم، هناك حديث بأن «ترامب» يرفض التعامل مع قناة «الجزيرة» القطرية، ما رأيك فى هذا الأمر؟
- «ترامب» قال كلاماً كثيراً، تحدث خلال الانتخابات عن قطر وعن كثير من الشخصيات، «ترامب» رجل أعمال، وأنا لست أمريكياً فلا أؤيد هذا أو ذاك، السياسة الأمريكية تدار خلف الكواليس، تدار بسياسات معينة، فمثلاً «ترامب» قال إنه لن يدعم الجيش الحر وغصباً عنه سيدعم الجيش الحر، الهاجس أو الهوس السياسى الذى أحدثه «ترامب» بالنسبة للمهاجرين فى أمريكا والسود كل هذا سياسى، فقط هو كان يريد كسب الشعب الأمريكى واستطاع ذلك، المصيبة ليس أن «ترامب» ترأس أمريكا، المصيبة الأكبر هى أن «ترامب» ترأس أمريكا مع أغلبية، هذه هى المشكلة، وإذا كانت الأغلبية مع «ترامب» فهذا يعنى أن الوجه السياسى والاجتماعى الأمريكى سيتغير خلال الأربع سنوات المقبلة. 

■ بمناسبة قناة «الجزيرة»، هناك كثير من الدول تحمّل القناة مسئولية الاضطرابات التى تحدث فى تلك الدول وأنا أتحدث تحديداً عن مصر باعتبارى مصرياً، ما رأيك فى هذا؟
- أنا كما ذكرت لك أن «الجزيرة» تكذب وتفبرك المعايير الدولية لإدارة الإعلام وإدارة البث المباشر للقنوات، كانت عندنا معايير تسير عليها «الجزيرة» عندما بدأت، وقتها قلنا هي «البى بى سى» معايير «البى بى سى»، لو تلاحظ أن المحطة الإنجليزية للجزيرة لم تأخذ الحجم الذى أخذته المحطة العربية، لأن الأفراد الذين يديرون جهاز المحطة الإنجليزية لـ«الجزيرة» يرصدون عمليات الفبركة، فى مصر قالت إن مظاهرة يشارك فيها المئات بالإسكندرية أمام أحد المساجد، سألت أحد الأصدقاء فقال لى والله أنا أقول لك ما أراه أمام عينىّ، دخلنا وصلينا صلاة الجمعة وحوالى 10 أو 11 شخصاً بالعدد وتجمعوا بعد صلاة الجمعة عند باب المسجد وأخرجوا كاميرا ويهتفون وعددهم لا يزيد على 11 أو 12 ويصورونهم، تفتح الجزيرة تجدها تقول مظاهرة يشارك فيها المئات عند مسجد عمر بن الخطاب فى الإسكندرية، صديقى قال «يخرب بيتهم أنا شايفهم بعينى 11 أو 12 واحد»، سمعة «الجزيرة» باتت واضحة بشكل كبير تسىء حتى إلى مصداقية الدولة القطرية فى تعاملها مع مصر وغيرها.

■ لماذا لا تتوجه قناة «الجزيرة» إلى الداخل القطرى، ولا نراها مثلاً تتحدث عن الحقوق والحريات داخل المجتمع القطرى؟
- كما قلت لك، انتقدت «الجزيرة» عدة مرات، وفى إحدى المقابلات حتى مع «الجزيرة» قلت لهم أنتم غير عادلين، أنتم تتحدثون عن المشكلات والمظاهرات والاحتجاجات فى الدول الأخرى، فى السعودية فى البحرين، وهناك مذكرات رُفعت إلى الأمير من نحو 60 قطرياً كتبوها بالعربى والإنجليزى ورفعوها إلى المسئولين بالقضايا التى تحتاج تطوير، التعليم يحتاج تغييراً، الإعلام يحتاج تغييراً، القضاء يحتاج تغييراً، لماذا يا قناة «الجزيرة» لم تذكروها.

■ بمعنى أن القناة تجاهلت مطالب الإصلاح داخل قطر؟
- نعم، حصلت عندنا كثيراً من قبل حتى الثورات العربية إلى ما بعدها، حصلت أنهم طالبوا ورفعوا مذكرات وكتبوا إلى الحكام وطالبوا فيها بتغيير المسار، وتفعيل البرلمان القطرى، وهناك مشروع وقانون صدر لإنشاء برلمان قطرى، وتم نشر هذا القانون، مشوا هذا الشىء وفعلوه، وهناك المحكمة الدستورية فى قطر لم تُفعل، هناك جزئيات يطالب بها المواطنون القطريون أغلبهم، إلا الواحد المنافق الذى يخرج فى الإعلام ويقول نحن أحسن بلد وأحلى بلد ونحن ونحن، وكل هذا كلام فاضى، ما فى بلد فى العالم لا يحتاج تغييراً مع الوقت، حتى المجتمع الإسلامى نفسه، لما استلم أبوبكر تغير، ولما استلم عمر تغير، ولما استلم عثمان تغير، تغييرات كثيرة، نحن لسنا مجتمعاً مقدساً، هناك مرتبات عالية وقرارات مثلاً أن المياه والكهربا ببلاش، خذ المياه والكهرباء، واترك لى التشريعات الخاصة بحريتى.

■ هل استقلت من الحكومة لأنك كنت تطالب بالتغيير؟
- أنا استقلت لأسباب ثانية تتعلق بالفساد، وليس فقط بالتغيير، الأمير قال لى حين استقلت، ما الذى تريده منى أن أسويه؟ قلت له أريد منك أن تنشئ البرلمان أول شىء، وأن يكون برلماناً منتخباً، وثانى شىء تقوية وتطوير القضاء القطرى، قال لى حاضر، فأخرج قانون الانتخابات وقانون إنشاء المحكمة الدستورية، لكن المنافقين حول السلطة يحاربون ذلك، ويقولون صار الأمر ذاته فى الكويت ماذا فعلوا بها؟ ما لنا ومال الكويت نحن، كل مجتمع له خصوصياته، الكويت كانت الحركة الديمقراطية عندهم أول حركة سنة 1938، نحن كقطر أين كنا عام 1938، كنا «شوية خيام على شوية بيوت موجودة فى الصحراء»، لا كان يوجد تعليم، ولا يوجد أى شىء، ارتباط الكويت بالعراق هو الذى جعل المستوى التعليمى والثقافى والسياسى عالياً جداً عن أى منطقة. نحن لا نريد إسقاط الحكومة، أنا شخصياً لا أطالب بتغيير الحكم، كن مكانك أنا ليس لدىَّ مشكلة معك، أنا أطالب بتطوير وتعديل وتنظيم، وإعطاء الشعب القطرى الحق فى المشاركة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والإعلامية، لا أن يأتى «شوية» إخوانجية هاربين يسيطرون على التليفزيون المحلى والجرائد ويسيطرون على «الجزيرة»، لا كثير من هؤلاء عارضوا ذلك، ما فى هيمنتهم هذه من الإسلام؟ ما هو الإسلام فى ذلك؟ ثم هل الإخوان هم الإسلام؟ بالعقل، المواطن القطرى لا يستوعبهم أصلاً.

■ إذا قررت قطر أن تبعد عناصر الإخوان عن عدد من المؤسسات والإعلام التى يهيمنون عليها كما قلت، هل «الدوحة» قادرة على أن تأخذ ذلك القرار؟
- بالطبع قادرة، فى قطر ألا يوجد قطريون يعرفون فى الإعلام؟ الذى يدير التليفزيون القطرى منذ بدايته قطريون، أقصد التليفزيون الحكومى.

■ أنا أقصد أن ربما جماعة الإخوان يكون لهم رد فعل انتقامى، كما ترى فى الدول التى يتم إبعادهم ماذا يفعلون، يعنى ألا تخشى قطر أن يكون هناك رد فعل انتقامى من الجماعة فى حال محاولة إبعادهم من هناك؟
- الإخوان الذين تتكلم عنهم فى قطر الذين يمسكون بعض الإدارات، يمثلون 10 أو 15 شخصاً، لو صدر قرار سياسى بإلغاء وجودهم من هذه الإدارات، كلهم سيأخذون طيارتهم إلى خارج البلاد وينتهى الموضوع، هم ليسوا كما فى مصر عددهم بالآلاف، وكما فى تونس بالآلاف، نحن عندنا فقط 10 أو 15 شخصاً فقط هم الذين يشتغلون بالإعلام، أما الآخرون العاديون الذى يشتغلون فى دوائر ووظائف ثانية فهم كثيرون، مثلهم مثل أى مواطن عربى.

■ بالنسبة للجمعيات الدعوية التى فى قطر التى قلت إنها لها علاقة بجماعة الإخوان؟
- نعم، هذه يهيمنون عليها كلها، ليس تحت شعار جماعة الإخوان، وإنما تحت شعار خدمة الإسلام. 

■ قلت لى إن هذه الجمعيات الدعوية تسرق الشعب القطرى من أجل جماعة الإخوان؟
- هؤلاء الذين أسسوا هذه الجمعيات يرفضون الإعلان عن مداخيلهم، يرفضون الإعلان عن كشوفات حساباتهم وميزانياتهم، لا أحد يعلم حجم التبرعات التى تصل إلى تلك الجمعيات، نحن نلاحظ شيئاً واحداً، مثلاً حصلت حادثة فى سوريا، مثلاً «حلب» الآن محاصرة، فى ثوان تجد الإعلانات والإس إم إس والمطالبات دعموا وساندوا وهكذا من شعارات، نسأل الجهات التى تحتاج إلى الدعم يقولون لا يصلنا شىء، لا نعرف أين تذهب تلك الأموال؟ هل تم إرسالها؟ إحدى المؤسسات يتم من خلالها تحصيل 100 مليون ريال قطرى.

■ فى السنة؟
- لا فى الشهر، 100 مليون ريال قطرى، أعطيك مثالاً، جمعية «عيد» الخيرية بدأت بمليون أو مليونى دولار، الآن عندها أرصدة فى البنوك 5 مليارات دولار، وجمعية أخرى اسمها «راس» يأخذون نحو 100 مليون ريال يصرفون منها نحو 10 ملايين والباقى يأخذه القائمون عليها تحت مبدأ حصة القائمين عليها، من القائمون عليها؟ هم، بدون أن تسأل ماذا؟ هم عندهم المبرر الشرعى لما يأخذه هؤلاء الإخوانجية، وأنا لما فهمت هذه الأمور حين كنت وزيراً اقترحت على مجلس الوزراء مراقبة الجمعيات الخيرية، ووضع محاسبة لهم من قبل الدولة، وقلت إن على الدولة أن تراقب الحسابات التى تدخل وتخرج من وإلى تلك الجمعيات، لكى نعرف المبالغ هذه التى يحصلونها ويتم توزيع عادل على المحتاجين فى قطر أو فى خارج قطر، «قامت علىَّ الدنيا» ص ويجب ألا يعرف أحد عنها شيئاً وو..

■ وماذا كان رد فعلك؟
- قلت لهم أنا كوزير عدل أقول لكم لا بد من مناقشة الذى تقومون به من الناحية القانونية والشرعية، لا بد من مراقبة أعمال هذه الجمعيات، قدمت مشروعاً لهذا الغرض وتركت الحكومة واستقلت بعدها، مشروع موجود لهذا الأمر.



***

للتواصل يمكن المراسلة على‎ ‎

mjsamman@gmail.com

الثلاثاء، 1 نوفمبر 2016

لماذا سيفوز دونالد ترامب بالإنتخابات الأمريكية؟!!


بعد أسبوع من الآن سيتجه الناخبين الأمريكيين إلى صناديق الاقتراع لانتخاب الرئيس المقبل للولايات المتحدة الأمريكية خلفاً للرئيس الفاشل التعيس باراك أوباما. وفيما يلي أهم الأسباب التي - برأيي الشخصي - ستساعد المرشح دونالد ترامب للفوز بمنصب الرئاسة ودخول البيت الأبيض من أوسع أبوابه.

هيلاري كلينتون عليها قضايا خطيرة تتعلق بمصداقيتها الشخصية، ومنها فضيحة حفظ إيميلات سرية حكومية على جهاز كومبيوتر شخصي لها في مسكنها الخاص وحصولها على أموال مشكوك بشرعيتها من دول متهمة بتمويل الإرهاب وقضايا فساد أخرى عديدة تتعلق بمؤسسة كلينتون الخيرية يتم التحقيق فيها.

هيلاري كلينتون غير مرغوبة من الناخبين الديمقراطيين من مؤيدي اليساري الاشتراكي بيرني ساندرز وخاصة بعد إنكشاف فضيحة أن الحزب الديمقراطي كان يؤيد سراً هيلاري بطريقة غير عادلة ضده وبسبب ذلك استقالت ديبي واسرمان شولتز رئيسة الحزب الديمقراطي.

وهناك انكشاف فضيحة جديدة تورطت بها دونا برازل الرئيسة المؤقتة للحزب الديمقراطي التي كانت تعمل مع قناة CNN وقامت بتسريب أسئلة إحدى المناظرات إلى هيلاري كلينتون حتى تتمكن مسبقاً من تحضير أجوبة عنها، وهذا يُعتبر غش وخداع وخيانة أمانة الأمر الذي إضطر تلك القناة الإخبارية لإصدار بيان رسمي بأنها قررت فصل تلك الإعلامية لمحاولة التنصل من تلك الفضيحة.

المرشح المستقل غاري جونسون سوف يستقطب أصوات الكثيرين من الديمقراطيين الليبراليين المستقلين الذين لن يصوتوا لهيلاري كلينتون، ولذلك نلاحظ أن كلينتون كانت تركز في خطاباتها على تشجيع الناخبين للتصويت لها بدلاً عن المرشح ذلك المستقل.

نتائج استطلاعات الرأي "المُضللة" التي تنشرها يومياً شبكات الأخبار ذات التوجهات اليسارية الليبرالية زادت من مشاعر الغطرسة والعجرفة وضخمت الغرور والثقة الزائدة بالنفس لدى الديمقراطيين بأن فوز هيلاري كلينتون بمنصب الرئاسة هو نتيجة مضمونة مسبقاً لأن دونالد ترامب ضعيف حزبياً ومجهول جماهيرياً ومنبوذ إعلامياً وهذا سيجعل الكثير من الناخبين المؤيدين لهيلاري كلينتون يتكاسلون عن الخروج من منازلهم في الصباح الباكر والوقوف في طوابير طويلة للتصويت لها في  يوم 8 نوفمبر الذي يعتبر بداية فصل الشتاء البارد في أميركا وموسم انتشار مرض الانفلونزا وخاصة في الولايات الشمالية.

هناك الكثير من الديمقراطيين الذين يشعرون باليأس والإحباط من فضائح ومشاكل هيلاري كلينتون ولن يذهبوا للتصويت لها أصلاً وهذا سيعطي أفضلية كبيرة لدونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية.

الناخبون من أصل إفريقي ولاتيني وأسيوي والمثليين جنسياً واليهود غالبيتهم مؤيدين عموماً للحزب الديمقراطي لكنهم ليس بالضرورة مؤيدين لهيلاري كلينتون وهم عموماُ منقسمون على أنفسهم وليس لهم رأي موحد حالياُ.

العرب والمسلمون في أميركا منقسمون بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي وليس لهم تأثير فعلي مؤثر بالإنتخابات الرئاسية الأمريكية.

التيار النسائي منقسم بشدة تجاه هيلاري كلينتون ولا يثقون بها ولن يصوتوا لها فقط لأنها إمرأة مثلهم.

انتشرت أخبار بأن هيلاري كلينتون ضعيفة صحياً وهي تعاني من مرض عصبي مزمن قد يكون "باركنسون" أو "ألزهايمر" وقد بدأت الأعراض تظهر عليها بوضوح.

الطلاب الجامعيين وفئة الشباب عموماً هم ديمقراطيين بسبب توجهاتهم الليبرالية اليسارية لكنهم ليس بالضرورة مؤيدين لهيلاري كلينتون التي يرون أنها متلونة في تصريحاتها وسياساتها وغير جديرة بالثقة.

التوزيع الجغرافي للأقليات في أميركا المؤيدين لهيلاري كلينتون لن يساعدها عملياً على جمع أصوات المُجمع الإنتخابي في ولايات كبيرة سكانياً يهيمين عليها المحافظون المتشددون الذين سيكون لهم تأثير قوي ومضاعف على نتيجة الإنتخابات الرئاسية.

الأقليات المؤيدين لهيلاري كلينتون عموماً متواجدين في ولايات ليس لها ثقل إنتخابي مؤثر عددياً حسب نظام المُجمع الإنتخابي.

تورطت هيلاري كلينتون بإهانة مؤيدين دونالد ترامب بطريقة غير لائقة ووصفتهم بأنهم "منبوذين" و"ليس لهم قيمة" وهذا أثار عاصفة من الاستهجان ضدها وجعل الكثير من المستقلين والمترددين منهم يقررون عدم التصويت لها بسبب استحقارها  واساءتها لفئة كبيرة من المواطنين الأمريكيين.

يركز دونالد ترامب في حملته الانتخابية على التأثير الحاسم من "ولايات الحزام الصديء" وهي الولايات الأمريكية الستة في شمال الغرب الأوسط وهي: ويسكونسن وإلينويز وإنديانا وميتشيغان وأوهايو وبنسلفانيا. هذه الولايات كانت مزدهرة إقتصادياً في الثمانينات بسبب إنتشار المعامل فيها وخاصة مصانع السيارات التي كان يعمل فيها عشرات الآلاف وتأثرت سلباً بإتفاقيات التجارة الحرة وخاصة (نافتا) التي تسببت بانتقال معظم تلك المصانع إلى كندا والمكسيك للاستفادة من الميزات الضريبية فيها ورخص أجور العمالة هناك وأيضاً التخلص من مشاكل النقابات العمالية القوية التي كانت تهيمن على تلك المصانع الأمريكية، الأمر الذي أدى لتسريح الآلاف من العمال والموظفين الأمريكيين في تلك الولايات التي تحولت إلى أماكن تجميع خردة حديد المصانع التي أفلست وأقفلت أبوابها. دونالد ترامب يركز في حملته الإنتخابية على تلك الولايات التي كانت تعتبر تقليديا مؤيدة للحزب الديمقراطي وهو يحاول الآن إقناع الناخبين فيها للتصويت له لإنقاذهم من حالة الإقتصاد المتدهور والفقر المدقع التي يعانون منها لسنوات طويلة. وستكون هذه الولايات فعلياً هي أساس نجاح ترامب بالانتخابات الرئاسية. على عكس منافسته هيلاري كلينتون التي لم تنتبه لحالة السخط الشعبي الواسع المنتشر في تلك الولايات التي تأثرت بشدة بسبب إتفاقية نافتا التي وقعها زوجها بيل كلينتون عندما كان رئيساً.

استطلاعات الرأي بدأت تُظهر بوضوح تراجع متسارع لشعبية هيلاري كلينتون أمام دونالد ترامب لأنها تمثل امتداداً لحقبة أوباما الكئيبة الذي خيب آمال الأمريكيين بسبب سياساته المتذبذة الفاشلة وقراراته التعيسة وخاصة في السياسة الخارجية وتقاربه مع الإيرانيين وتوقيعه إتفاق إيران النووي المشبوه.

دونالد ترامب يمثل للناخبين الأمريكيين المبدأ الإمبريالي الرأسمالي والحلم الأمريكي كونه رجل أعمال ناجح ومشهور وفاحش الثراء، وهذا المفهوم البرجوازي يلقى رواجاً كبيراً في أميركا وخاصة بعد الأزمات الإقتصادية الطاحنة.

يعتمد دونالد ترامب في حملته الانتخابية على دعم وتأييد تيارات جماهيرية شعبوية ولوبيات قوية وجماعات الضغط والتأثير والمصالح الخاصة ومنها:
- اللوبي الديني المسيحي المتصهين (الانجيليين) Evangelical الذين يرون فيه شخصاً مسيحياً محافظاً مؤيداً لمعتقداتهم الدينية التقليدية المتشددة في قضايا كثيرة مثل رفض زواج الشاذين جنسياً والمثليين وعمليات الاجهاض والهجرة وغيرها.
- اللوبي اليهودي/الصهيوني في أميركا الذي يطالب بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، والاعتراف بضم هضبة الجولان السوري المحتل للكيان الصهيوني، والتصدي لحركة حماس التي أعلنت ولاؤها المطلق لجماعة الإخوان المسلمين وقامت بمبايعة جماعية للمرشد أثناء حشد جماهيري في قطاع غزة بداية شهر مارس 2012، وتنفيذ صفقة القرن بإعادة توطين الفلسطينيين في وطن بديل لهم، وإطلاق سراح جواسيس إسرائيليين، وتفعيل التعاون الأمني الأمريكي مع إسرائيل، وزيادة المساعدات المالية، وتقديم أسلحة حديثة ومتطورة للكيان الإسرائيلي، وإلغاء الاتفاق النووي الإيراني الذي يهدد بشكل مباشر الأمن القومي الإسرائيلي.
- لوبي المائدة المستديرة Business Roundtable الذي تأسس سنة 1972 مقره في العاصمة واشنطن ويمثل مصالح تجارية هائلة لمجموعة ضخمة من الشركات الأمريكية الكبيرة التي رأسمالها يتجاوز عشرة ترليونات دولار وتتحكم بالكثير من المشاريع الضخمة محلياً ودولياً يعمل بها أكثر من 16 مليون موظف.
- اللوبيات الصناعية والزراعية والمالية (البنوك وبورصات وول ستريت) الذي تعاني بشدة من القيود والقوانين الكثيرة التي تعرقل عملها ومشاريعها وتأمل من دونالد ترامب إعادة النظر بتلك السياسات التي تقيد نشاطاتها.
- لوبي العسكريين المتقاعدين Veterans الذين بحاجة رعاية وعلاج طبي واهتمام بعد تقديمهم خدمات وتضحيات كبيرة وهم يشعرون بأنهم مهمشون.
- لوبي الأجهزة الأمنية وخاصة دوائر الشرطة على مستوى الولايات.
- لوبي المؤسسة العسكرية وكبار الضباط الأمريكيين المستائين جداً من السياسات المتخاذلة لأوباما الضعيف الذي تجاهل التحرشات الإيرانية بالأسطول الأمريكي في الخليج العربي واعتقالهم لجنود من المارينز وإذلالهم وإهانتهم ونشر صورهم إعلامياً.
- لوبي الصناعات العسكرية وشركات تصنيع السلاح والعتاد العسكري الكبيرة في أميركا وخاصة الشركات الكبرى مثل لوكهيد مارتن ونورثروب غرومان وبوينغ وريثيون وجنرال ديناميكس التي أصبحت بحاجة ماسة وعاجلة لرئيس (حربي) للخروج من حالة الكساد التي عانت منها في السنوات الثمانية الماضية أثناء رئاسة أوباما وجعلتها على حافة الإفلاس.
- لوبي صناعة السلاح NRA الذي يريد التوسع في بيع وشراء الأسلحة الفردية للمواطنين الأمريكيين والمحافظة على التعديل الثاني من الدستور الأمريكي الذي يعطيهم الحق في شراء السلاح وحمله.

أميركا بحاجة لرئيس شخصيته قوية حاسم في قراراته أثناء الأزمات الخطيرة ولديه الجرأة بالمواجهة والشجاعة للتعامل مع دول تعتبر مارقة تقوم بتحدي الهيمنة الأمريكية وتهدد مصالح أميركا في الخارج، ولعل الإهانات التي تعرض لها أوباما في الصين والفلبين وفنزويلا وروسيا وإيران وكوريا الشمالية وغيرها تعطي إنطباع واضح عن عجز غير مقبول للعَظَمة الأمريكية وسمعتها وهيبتها في المحافل الدولية.

أخيراً، الرأي العام في أميركا لا يحتمل قبول تغييرات جذرية تاريخية غير مسبوقة ومتتابعة، مثل أول رئيس أسود من أصل إفريقي وأول رئيسة إمرأة!!

قد تفوز هيلاري كلينتون بفارق ضئيل (وأنا أستبعد جداً فوزها) لكنها ستكون ضعيفة للغاية وسوف تتعرض لهجوم سياسي شرس وعنيف جداً من عدة جهات في الكونغرس الذي يسيطر عليه الحزب الجمهوري وستواجه حملات إعلامية مسعورة ومتواصلة أثناء التحقيق في أرشيف إيميلاتها الهائل الذي تم إكتشافه والذي سيفتح تحقيقات جنائية كثيرة لن تتوقف، وستكشف مراسلاتها المسربة مفاجئات صاعقة عن تورطها مع جهات عربية وأجنبية بقضايا فساد كبيرة ومخالفات قانونية خطيرة. وهي على الأغلب سيتم خلعها من منصب الرئاسة قبل نهاية أول سنة لها بالبيت الأبيض هذا إن وصلت إليه أصلاً.

الكابوس المرعب لهيلاري كلينتون هو أنه في حالة فوز ترامب فهو قد يقوم بتعيين مدعي عام خاص للتحقيق بقضايا شبهات الفساد التي تورطت بها، وهو صرح بذلك سابقاً وهددها شخصياً بأنه سيرسلها للسجن في حالة انتخابه!!!! وإذا حصل ذلك فهي ستكون تحت ضغوط سياسية وقانونية هائلة وستضطر لفتح ملفات رهيبة ستطيح برؤوس كبيرة داخل وخارج أميركا.

وإذا وصل دونالد ترامب للبيت الأبيض فهذا سيعتبر فعلاً زلزال هائل ستمتد تداعياته من واشنطن لكافة أنحاء العالم وسيكون بداية عهده تغيير واسع وجذري بكل توجهات وقرارات الإدارة الأمريكية داخلياً وخارجياً في كافة المجالات السياسية والعسكرية والأمنية والإقتصادية وغيرها.

محمد السمان
واشنطن
2016-11-01


***

للتواصل يمكن المراسلة على‎ ‎

mjsamman@gmail.com